الخميس 27 نوفمبر 2025 | 03:50 م

بيان «ميدان».. صراخ إخوان إسطنبول بعد صفعة ترامب: تبرير للعنف وتجميل للإرهاب تحت عباءة الدين

شارك الان

 أصدرت حركة ميدان الإخوانية في إسطنبول بيانًا انفعاليًا غاضبًا ع٢ر اليوم، الخميس؛ عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء إجراءات تصنيف فروع جماعة الإخوان في مصر ولبنان والأردن كمنظمات إرهابية. البيان الذي حمل لغة تعبئة وتحريض، كشف بوضوح حالة الارتباك داخل دوائر التنظيم في الخارج، ومحاولة استباقية لصناعة مظلومية جديدة وتبرير السقوط المتتابع لشعبية الجماعة.

اختارت الحركة أن تبدأ بيانها بتبرير مباشر للهجمات المسلحة، واصفة «طوفان الأقصى» بأنه «عمل طبيعي» و«غريزة إنسانية»، وهي مفردات تكشف تبني خطاب تحريضي مباشر، يتجاهل أي حقائق قانونية أو سياسية أو إنسانية حول استهداف المدنيين، ويَصِم الحركة بأنها جزء من ماكينة دعائية تستثمر في الدم والصراع.

الأخطر أن الحركة لم تُخف دعمها العلني «لكل أعمال المقاومة»، في رسالة واضحة لواشنطن وللأجهزة الأمنية الغربية بأن الحركة تُشرعن العنف المسلح، وتتعامل معه باعتباره «واجبًا» وليس مجرد موقف سياسي.

بدلًا من تقديم رؤية سياسية أو محاولة تفنيد القرار الأمريكي، اندفع بيان ميدان للهجوم على الولايات المتحدة باعتبارها «سبب العنف في العالم»، وتقديم الحركات الإسلامية المسلحة كـ«جوهر هوية الأمة». وهو قلبٌ للحقائق يعكس محاولة مفضوحة لفرض معادلة مشوهة: كل من يعادي واشنطن يصبح تلقائيًا صاحب شرعية شعبية.

كما حاولت الحركة تصوير القرار الأمريكي باعتباره «هدية» تزيد شعبية الإخوان، وهي قراءة دعائية لا تمت بصلة للواقع، خاصة مع انكماش قواعد التنظيم في معظم البلدان العربية، وتراجع حضوره التنظيمي والإعلامي بشكل غير مسبوق.

البيان كشف أيضًا هاجس الحركة من عزلة الإخوان المتصاعدة، فطالب صراحة بتوحيد الحركات الإسلامية، في محاولة لتشكيل مظلة حماية سياسية حول التنظيم، وتوريط الآخرين في معركته مع الغرب والدول العربية.

الأخطر أنّ البيان اعتبر أن تصنيف الإخوان «فرصة لمراجعة داخلية»، ليست مراجعة نقدية حقيقية، بل دعوة لتجاوز العمل السياسي والاندفاع نحو مزيد من الصدام، عبر عبارات توحي بأن «العمل تحت سقف السياسة لم يعد مجديًا»، وهي لغة تفتح الباب أمام خيارات أكثر تطرفًا.

ظهر في البيان خطاب دفاعي يحاول أن يقدّم الإخوان كحركة «سلمية»، لكنّه في الوقت نفسه يمجّد «المقاومة المسلحة» ويهاجم الأنظمة العربية ويعتبرها «فاقدة للشرعية». هذه الازدواجية هي صلب الأزمة الأخلاقية التي تواجه الجماعة: تريد أن تظهر ككيان سياسي معتدل خارجيًا، بينما تُخاطب قواعدها بلغة تحريضية تعبويّة.

حاولت الحركة أيضًا شيطنة المجتمع الدولي والدول العربية، والترويج لفكرة إنشاء «تكتل دولي لمواجهة الولايات المتحدة»، وهو خطاب عبثي يُظهر انفصال الجماعة عن الواقع وافتقارها لأي حسابات سياسية.

كما اختتم البيان بلغة دينية قاسية، مُحاولة استخدام النصوص كغطاء معنوي للهروب من مأزق التصنيف، وهي عادة متكررة لدى الإخوان عند كل أزمة: مزج الدين بالسياسة لاكتساب غطاء نفسي لأتباعها.

بيان حركة ميدان لم يكن ردًا سياسيًا عقلانيًا، بل كان صرخة غضب إخوانية مكتومة تعكس خوف التنظيم من تصنيف شامل قادم، وانهيار خطاب “الحركة الشعبية المعتدلة”، وانكشاف الارتباط مع حماس ومحور إيران، وفشل استراتيجية «اللعب تحت سقف السياسة» التي يعترف البيان نفسه بأنها لم تعد مجدية.

البيان، بصيغته الحالية، لا يواجه القرار الأمريكي، بل يقدّم دليل إدانة إضافي على أن الجماعة، وخاصة تيار إسطنبول تتبنى خطابًا تحريضيًا يشرعن العنف، ويبحث عن صدام جديد يخرجها من عزلتها المتنامية.

بيان ميدان محاولة يائسة لصناعة بطولة زائفة، في وقت تتقاطع فيه الحقائق الدولية والعربية لتؤكد أن عصر الإخوان في أفول، وأن خطاب إسطنبول لم يعد قادرًا على التغطية على واقع الانهيار التنظيمي والسياسي.

استطلاع راى

هل تؤيد منع الأطفال والمراهقين دون سن الـ 16 من استخدام منصات التواصل الاجتماعي في مصر؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5609 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image